تجربة المستنسخ ....
أضيفت بتاريخ 02-10-2014 الساعة 06:15 PM بواسطة عزة رجب
تجربة المستنسخ
د/ عزة رجب
الواقع إنَّ الحديث عن رواية المستنسخ يجرنا للخوض في أحاديث عدة لصالح التكرار والتجربة .
لقد بدأت تجارب الاستنساخ تأخذ قيمتها المادية والمعنوية بمطلع هذا القرن ، حين تم تحويل تجارب
حقيقية لشخصيات مستنسخة طابقت كل الملامح والأطباع لكنها كانت تجارب مشوهة ، بسبب تعديها على
التصنع في عامل {الخلق} الذي هو من اختصاص الخالق عزَّ وجل .
والواقع إن تمادي الإنسان في الغرور والتعالي بعقله البشري جعله يتناسي مالحقيقة الدور الإلهي
من فكرة إبداعية في الخلق ، بحيث أن الإنسان الذي صنع هذه التجربة لم يكن له الفضل الأول و الأخير
قدر ما كانت للإرادة الألهية دورها في جعله يفكر ، يتعلم ، يجرب، يصنع ، يصطنع .
تجربة المستنسخ ساقني فكري للبحث فيها مطولاً والقراءة عنها كثيراً والواقع أن العقل البشري كان سيكون
في ظلمات من غياهب التناسي لولا إبداع الخالق فينا .
هذه التجربة كلنا نخوضها على المستوى العادي ، والمادي ، والمحسوس !
وزاد يقيني بهذه النظرية بعد أن قابلتُ أشخاصاً قاموا بعمليات جراحية على القلب ، وهى عمليات يجري
التجريب عليها بتغيير القلب نهائياً من شخص لآخر ، وهو ما يمرُّ على أسماعنا بمثل عمليات زرع الكلى
حيث أوضح لي الكثير من هؤلاء الأشخاص عن تغير في معدلات العاطفة ، الاتجاه ، بقلوبهم ، فمنهم
من جرى وضع قلب لشخص عاطفي جداً ، ومنهم من جرى وضع قلب لشخص شخصيته لمجرم كبير
وقد مارسوا نفس السلوكيات والأفعال .
الواقع إنَّ هذا يؤدي لنتائج مذهلة في نظرية المستنسخ ، والفرق بيننا وبين النسخة الحقيقية لأي فرد منا
هو أنَّ الإنسان قام بتهجين هذه النسخ ، ومزجها وفق شروط طبية ، مما غيَّر من ملامح التجرية الطبييعة
التي نعيشها ، فصارت هذه التجربة الاصطناعية لاتطابق شروط المعايير الطبيعية أبداً
هل هذا يبرر أننا كنا في أكوان أخرى ، أو أننا نسخة من شخوصات تعيش بجزء آخر من الكون ، أو بنفس
الدرب ــ درب التبان ــ ؟؟
حين نتذكر بعض ما يحصل لنا من مواقف ..نستحضر الصورة ونقول لقد مررنا بهذا الموقف ،
والسؤال كيف ؟؟
كلٌ منا مرَّ بتجربة ما ، ماضية يتذكر تفاصيلها ، يتهيأ له أنه عاش هذه التجربة من قبل ، أو مرَّ بهذا الموقف
من قبل ، أو كأنه رأى هذا المنظر في منامه سابقاّ .
افتراضي النظرية التي أخبر بها أننا عشنا تجربة المستنسخ هذه كلنا ، و أن الكيان المادي لأجسامنا كان
قبلاً قد مرَّ بتجارب مكررة كثيرة تصل ولازالت تصل بعضها ضمن سلسلة تكرارية لنفس المشخصاتية ،
غير أن سيكولوجية هذه المشخصاتية تتعرض لعوامل التعرية الزمنية ، فتكسب ما تكسب ، وتخسر ما تخسر
وهذا ما يفسر فرضية تشوه بعض الشخصات بعد مرور الزمن عليها ، وما يفسر تألق بعض الشخصيات
بعد مرور الزمن عليها .
الحقيقة أننا ولابد أن نتعرض بعامل التذكير ذاك الذي يعيدنا لبعض الوقت لنا ، بطريقة أو بأخرى ، فنعتقد
بتفكيرنا المحدود أننا رأينا أو شاهدنا أي موقف من قبل .
هذه ومضات الذاكرة التي تذكر بنا من قبل ، من ميزة الطابع التكراري ، والذي يقول لك {خلق من الشبه أربعين } والأصح {من النفس أربعين }
الواقع أنَّ هذا البحث يضع أسس فرضية لنظرية المستنسخ وفق أبعاد عقلية وزمنية ، ولم يسبق لي أن
وضعت أية مؤسسة أو جهة تحت تصرف ما أٌقوم به ، لكننا هنا سنقوم بالطرح للفكرة وبكل حرية فكرية
حين نبحث في عالم الحاسوب الرقمي نجد أنَّ الذاكرة تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على المعلومات الأساسية في الجهاز ، ونجد أن ذاكرة {الروم } تلعب دوراً آخر في الحفاظ على بعض من أفكار هذا الجهاز
هذا كله يحصل بقيادة الإنسان ....أي أننا هنا نتحرك بمثلث .
في الحياة كذلك ..تتكون العملية الحياتية من نحن ، القدر ، الطريق ..وهذا أساسيٌّ ما أهم مايمكن أن يحصل
في كل العمليات الكونية والحياتية ، ولاتتم أية عملية إلا بنا وبما يحصل لنا أثناء طريقنا أو سيرنا .
وهذا مثلث .
حين نقود السيارة يجب أن تتوفر ثلاثة شروط أساسية في حصول هذا الأمر ..نحن ـ السيارة ، الطريق
لايوجد سير إلا بهذا المثلث .
حين خلقنا الله بدأنا ولادة ، حياة . موت ، وهذا مثلث لابد منه .
كل هذه المفارقات سنقوم بربطها بمثلث برمودا و أسراره قادماً ، ولكننا هنا نحتاج لتطبيق وتوثيق تجرية المستنسخ بما لايدعو مجالا للشك، حتى لاتؤول للغرب في البحث عن أسرار كتاب الله عزَّ وجلَّ
يقول الحقُّ تعالى :
{وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } سورة ق، الآية 21.
ففي تفسير هذه الآية يقول المفسرون أنَّ النَّفس هنا هى التي تُحاسب ، و أنَّ السائق هو الذي سوقها
والشهيد هو الشاهد عليها . هذا أبسط تفسير للآية .
لوتأملناه سنجده يبحث كثيراً في تجربة المستنسخ ، فالنفس تتغير ، وتتقلب ، وتتمحور ،وتمور مور الأرض
والسماء ،وسنلاحظ هنا كذلك عملية المثلث نفسها ، نفس وسائق وشهيد .وكأننا في سيارة هنا
النفس تقود تستلم القيادة ، معها سائق يسوقها لأعمالها ، معها شهيد شاهد عليها ...
يتغير السائق بكل مرة ، يتغير الشهيد ، لكن النَّفس مضروبة ، تتمحور ، تتحور ، تتغير ، تتوهج ، تتردى
بحسب وضعيه كل إنسان داخلها .
ومن هنا تتغير بنا المراتب ، فنعتقد أننا مررنا بذلك الموقف ، أو تلك التجربة ، وبعضهم قد يقول أنني فعلت وفعلت لقوة ذاكرته ، وهذا بالضبط هو النسخ الكوني الطبيعي ، الذي هو من عند الله ، ومايحصل الآن من نسخ للإنسان هو نسخ اصطناعي بكل معنى الكلمة ، ولعل أقرب دليل على أنَّ هذه التجربة حقيقة إلهية
لاتقبل الشك ، هو أنَّ هذا النَّسخ يجري بأخذ خلايا جذعية حقيقية من النخاع البشري ، و أن حتى عمليات زرع الكلى ، والقلب ، تكون نسخاً موضعيا فقط لاكلياً ، فالنسخ الكلي هو امتياز من حق الخالق ، لن يكون للإنسان شرف الخلق والاشتراك فيه مع الجلالة ، بل هو ضرب من المستحيلات ، فالحمد لله أنه من خلق
و أبدع .
نحن تكرار لتجارب كونية منسوخة نسخة وراء نسخة ، أربعينية على أكثر تقدير ، ولازالت أبحاثي جارية في البحث عن سر ألواح موسى ولماذا هى أربعين لوحاً ؟ ولازال البحث جارٍ كذلك عن سر اكتمال الروح والمضغة بأربعين يوماً وهذا نثبته هنا بإيراد الحديث النبوي الشريف :
عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وهو الصادق المصدوق) قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكـاً يؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح....المصدر فتح الباري
نحن ببساطة تجربة منسوخة أربعين مرة على أبعد تقدير
د/ عزة رجب
مجموع التعليقات 0